مشكلتي مع الحب - واستدراك أول


الحق يقال أنني - رغم تورطي في الحب الآن، إذ اسقطتني في شراكه فينوس متجسدة في زماننا - لا زلت مقتنعاً أن الحب جوهرياً هو الشكل البشري المُطَوَّر لغريزة التناسل واستمرار النوع عند الحيوانات كافة.ولكن، كما أن الإنسان بجبروت عقله، طوّر كافة التصرفات الغريزية، فجعل من دفن الفيلة لصرعى وموتى قطيعها بإلقاء الأغصان وأفرع الشجر عليها أهراماً وتاج محل، وجعل من التهام الصيد وما يُلتَقَط من أثمار فناً يُدَرَّس في معاهد الطهي العالمية يحج إليها الدارسون، هكذاً جعل من غريزة بقائه سراً وفلسفةً وفناً.


اختزلت سابقاً جوهر الحب في بُعدِه الفسيولوجي المادي، مع بُعد نفسي سيكولوجي بحت، ولا أجد عذراً لنفسي إلا أن البُعد الراقي المُعقَّد الإنساني الذي تجلى بفعل العقل البشري، البُعد الشاعري الروحي الفلسفي، هو بُعدٌ يُختَبَر ويُعاش فقط، لا يمكن شرحه بالورقة والقلم وقياس الهورمونات في الدم؛ ذلك البُعد يجعل من الحب كياناً نسبياً، ولا كينونة له في ذاته، بل يتواجد للمحبين وهم معاً وبين أحضان بعضهما البعض، لكن لمن لا يتعاطى حباً؟ الحب خرف ووهم.


وكما قلت قبلاً أن الحب حالة ذهنية موضوعية، استدرك فأضيف أنه اختيار: يختار المحب اختياراً واعياً أن يكرس طاقاته العاطفية لمحبوبة بعينها، مغمضاً عينيه بإرادته عن غيرها. نعم، هناك مَن هن أجمل منها، هنالك مَن هن أريّح لي، نعم، هناك مَن هن أظرف وأذكى وأرق وأحن منها، لكنني قد توقفت حيناً عن البحث عن سواها.


وسمعتم أني قلت لكم قبلاً "الحب حالة ضعف وعوز يضع الإنسان نفسه فيها طواعية"، والآن أقول لكم: حسنٌ أن يضع المرء عن كاهله بين الفينة والفينة ثقل حمل الاستغناء والقوة، مستنداً على لين امرأة يعشقها. فقط لا تنسَ كيف تعيد ذلك الحمل إلى كاهلك وتبعث نفسك ثانية من ضعفها الاختياري يوم يلزم الأمر، وهو يوم آتٍ لا محالة.


الحب إذن حقيقة نسبية، لا كيان له إلا لمن يختبره؛ مثل النكهة اللذيذة أو الرائحة الزكية: يدركها فقط مَن تداعب حواسه، لكن يستحيل عليه نقل خبرتها لمن لم يتعرض لها.



والبقية تأتي...

السنة القبطية، روافد من أصولنا الفرعونية


يحتفل أقباط مصر يوم 11 سبتمبر من كل عام بـ "رأس السنة القبطية"، السنة المستندة في تقويمها على التقويم المصري القديم

في عام 238 ق.م. أدخل بطليموس الثالثتعديلات على التقويم الفرعوني الذي كان مستخدماً إلى عصره بسبب زحفه كل عام (مرسوم كانوب)
Decree of Canopus
 واختلافه مع التقويم اليولياني
Julian calendar

تضمن ذلك التعديل إضافة يوم "نسئ" كل أربع سنوات. إلا أن الكهنة المصريين رفضوا ذلك التعديل، ولم تُطبَّق الفكرة فعلياً إلا عام 25 ق.م. بتدخل رسمي من الإمبراطور الروماني أغسطس، ليتسق التقويم المصري مع اليولياني

لأجل التمييز بين التقويم المصري القديم قبل التعديل (والذي ظل بعض الفلكيين يستخدمونه حتى العصور الوسطى) وبينه بعد التعديل، سُمِّيَ التقويم المصري المُعَدَّل بالتقويم القبطي. يتزامن التقويم القبطي مع التقويم الأثيوبي، وإن اختلفت أسماء الشهور

التقويم القبطي مقسم لـ 13 شهراً، يتكون 12 منهم من 30 يوم، والشهر الأخير "النسئ" مكون من 5 أيام، إلا في السنوات الكبيسة حيث يتكون النسئ من 6 أيام. و "النسئ" هو إضافة أيام كشهر استثنائي قصير في آخر السنة القمرية كي تحفظ اتساقها مع السنة الشمسية

يُذكَر أن فكرة شهر "النسئ" لم تكن مقصورة على المصريين وحسب، بل عرفتها العديد من الحضارات القديمة، من ضمنها عرب ما قبل الإسلام. وقد ذُكِرَت تلك الإضافة في القرآن

إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ"- التوبة 37

فنسأ النسء: تأخير في الوقت، ومنه: نسئت المرأة: إذا تأخر وقت حيضها، فرجى حملها، وهي نسوء، يقال: نسأ الله في أجلك، ونسأ الله أجلك. والنسيئة: بيع الشيء بالتأخير، ومنها النسيء الذي كانت العرب تفعله، وهو تأخير بعض الأشهر الحرم إلى شهر آخر


تُسَمَّى رأس السنة القبطية "عيد النيروز"،وهي تسمية خاطئة ترجع لأيام الغزو العربي لمصر. فقد كان العيد في اللغة القبطية آنذاك يُسَمّى "ني يارؤو" أي "عيد الأنهار"، لكن لجهل الغزاة العرب باللغة المصرية\القبطية، اختلط عليهم الاسم باسم عيد رأس السنة الفارسية "ناوروز" أو "نيروز"، واستقر ذلك الخطأ من حينها

توافق رأس السنة القبطية 11 سبتمبر من كل عام، ما عدا السنوات الكبيسة حيث يقع يوم 12. أما سنوات التقويم القبطي، فتبدأ عام 284م، بداية حكم الإمبراطور الروماني دقلديانوس؛ كان دقلديانوس "محافظاً" جداً وشديد التعصب لعقيدة الرومان القديمة، فرأى أن المسيحيين (وغيرهم من أقليات دينية لا تعبد آلهة الرومان) كانوا سبب غضب الآلهة على الامبراطورية ومن ثم تردي الأوضاع في عهده، ففرض عبادتهم وتشدد جداً في عقاب مَن كفر بهم، وكان ذلك بداية أشد عصور اضطهاد المسيحية. لذا يُسَمِّي مسيحيو مصر رأس السنة القبطية "عيد الشهداء"


تحتفظ السنة القبطية بنفس تقسيمة السنةالفرعونية إلى ثلاثة مواسم زراعية، والتي تُذكَر حتى الآن في صلوات الكنيسةالقبطية؛ فمن 11 طوبه إلى 11 بؤونه تُقال طِلبة "الأهوية والثمار" ومن 10 بابه إلى  10 طوبه تقال "طِلبة الزروع" ومن 12 بؤونه إلى 9 بابه تقال "طِلبة المياه"، حيث يصلون في كل موسم أن يبارك الله الفيضان أو الحصاد أو الحرث والزرع. ولا يزال هذا التقويم قيد الاستخدام في جميع أنحاء مصر من قبل المزارعين لتتبع المواسم الزراعية المختلفة، بل وفي بعض موروثاتنا مثلما سنوضح لاحقاً

أسامي شهور السنة القبطية محتفظة حتى الآن بجذورها الفرعونية، كما اتصلت بأمثال شعبية تحفظ لكل شهر سمته الموسمية لوصف الطبيعة فيه واتصالها بظروف الزراعة؛ وهي كالآتي


- توت (من "تحوت" إله الحكمة الفرعوني؛ 1 توت كان بداية موسم الفيضان قديماً، قبل بناء السد العالي)؛ ويقال "توت ريّ ولا تفوت"

- بابه (من "الذي لـ آبة"، الإسم الفرعوني لمدينة الكرنك)؛ ويقال "بابه خش واقفل الدرابة" أي اتقاء للبرد

- هاتور (من "حتحور"  ربة الجمال والحب)؛ ويقال " يقول للبرد طور طور (قُمْ) أي بداية البرد؛ أو "هاتور أبو الدهب منتور" أي القمح؛ أو "إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور"

- كيهك (من "كا – حر – كا" أي نَفْس مع نَفْس، من ألقاب الرب الفرعوني أبيس)؛ ويقال "صُبحك مساك شيل يدك من غداك وحطها في عشاك" أي أقصر أيام السنة

- طوبه (من "تاعبت"، أحد الاعياد)؛ ويقال "يخلي الشابة كركوبة" أي من البرد الشديد

- أمشير (من "ميشير"، رب الرياح)؛ ويقال "يفصص الجسم نسير نسير" أي من شدة الهواء؛ أو "أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير"

- برمهات (من "با – إن – امنحتب" نسبة إلى الفرعون امنحتب الأول والذي ألهه المصريون القدماء)؛ ويقال "روح الغيط وهات" أي موعد نضج المحاصيل الشتوية

- بَرَموده (من "رينينوتت" ربة الحصاد)؛ ويقال "برمودة دق العامودة"؛ أي دق سنابل القمح بعد نضجها

- بشنس (من "خونسو" رب القمر)؛ ويقال"بشنس يكنس الغيط كنس"

- بؤونة (من عيد "انت" أي عيد الوادي وهو العيد الذي ينتقل فيه آمون من شرق النيل إلى غربه)؛ ويقال "تنشف المياه من الماعونة" أي من شدة الحر؛ أو "بؤونه نقل وتخزين المونة" أي المؤنة للاحتقاظ بها بقية العام

- أبيب (لم اتمكن من التوصل لمعلومة دقيقة بخصوص أصل الإسم بخلاف "أبيبي"، ربة مصرية)؛ ويقال "أبيب فيه العنب يطيب"

- مِسرَى (من "مس – إن – رع"، أي ميلاد الشمس)؛ ويقال "مسرى تجرى فيه كل ترعة عسرة"؛ أي ازدياد مياه القيضان فتغمر الارض

- النسئ (بالعربية)، والذي كان اسمه بالقبطية "بي كوجي إينافوت" أي الشهر الصغير؛ ويقال "تزرع أي شيئ" حتى لو في غير أوانه وينمو

إن أردتَ مفراً من الملوِّثات التي تلطّخ حياتنا كمصريين

إن أردتَ مفراً من الملوِّثات التي تلطّخ حياتنا كمصريين في أيامنا هذه، عليكَ بقارب شراعي في النيل تهرب به بعيداً عن الأرض التي صيَّرها قومٌ مداساً تحت أقدامهم بعد أن كانت منصة ترفعهم وتعليهم بين الخلق، ومنبراً تقسم بقدسيته الأمم.

عليكَ بمركب شراعي تلوذ به لساعت قليلات، فيكون لك فُلكَ نجاة يجيرك ولو لحين من فيضان الغم الذي أسيل علينا من فظائع قوم عصوا سُنّة الإنسانية وتطورها، قوم يحاولون ليَّ درب التاريخ ليعود إلى وراء.

اهرب هروياً مؤقتاً إلى النيل.

فيه سترى النقاء، فالنيل لا يزال جارياً عذباً، لم يُبتَلَ بعد بالركود الذي بدأ يتسلل إلى حالنا نحن المصريين. أدخلَ قومٌ العفن إلى نسيج وجودنا كمصريين، ولا زلنا نناهضه ونناهضهم، وإن كان الإعياء قد بدأ يلف سلاسله علينا. أما النيل، فلا زال طاهراً، يحمل إلينا أمواجاً تِمْراحةً تتراقص وتتمايل وربما تنتفض حماساً ونشاطاً، يُذَكِّرنا: أنا الأبقى، أنا أبقى منهم كلهم، لا تنسوا أنكم مني وبي، أنا مصر لا هؤلاء المؤذيون، أنا شاهد صامت على مَن سبقوهم وعليهم وعلى الآتين بعدهم. وأنتم تناهضونهم، اجعلوا أنظاركم عليّ فأكون وحياً لكم، لا عليهم فيكونون غمّا لكم!

في النيل، وأنت تدلي قدميك في مياهه الباردة، ستدرك أن الطبيعة لا يوقفها مخلوق. ستحس التيار يحرك ساقيك، ولا تشكل له أنت إلا اضطراباً صغيراً، سرعان ما تدور حوله ضفائر المياه فتتجاوزه. نيلُنا يُنبهنا أن التاريخ، مثله، لا يوقفه أحد ولا يغير دربَه. الإنسانية ماضية إلى الامام، ولن يكون أسرى القديم إلا عائقاً سخيفاً تافهاً يُشَكِّل تموجاً ضئيلاً حوله، ثم سرعان ما تجرفه الأيام معها في مسار البشرية الطبيعي: إلى الأمام.

حياتنا فيها من الصعاب والمر الكثير، لذا نستحق عطلة من وقت لآخر.
فإن أردتَ مفراً بديعاً لن يكلّفك إلا مجهود اتخاذ القرار، عليكَ بقارب شراعي في النيل.

"الثورة" لم تقم بعد

عند اندلاع الثورة الفرنسية في 1789م، سأل لويس الـ16 دوقَ روشفوكوه-ليانكور Rochefoucauld-Liancourt سؤالَه الشهير:

"هل هذا تمرد؟"

كانت إجابة الدوق الخالدة:

"Non, sire, c'est une révolution" "لا، جلالتك، هذه ثورة!"

أما نحن المصريين، فقد اختلط علينا الأمر، وما فتئنا نتعلم منذ 25 يناير 2011 الفرق بين "التمرد" و "الثورة".
لكننا نتعلم ذلك الفرق بالأسلوب الأصعب. أسلوب التجربة المرة والخطأ المُكَلِّف المُضني.

كلمة "ثورة" بالإنجليزية revolution مشتقة من اللاتينية revolutio، أي "يستدير"، وبالبحث في التعريفات الأكاديمية للثورة تجد أنها "بخلاف التعبئة الجماهيرية وتغيير النظام، هي أيضا تغيير اجتماعي واقتصادي و/أو ثقافي سريع وجوهري، أثناء أو بعد وقت قصير من النضال للوصول إلى سلطة الدولة" (جيف جودوين).

حتى الآن، لم يستدر وطننا عن الطريق الذي كان مسحوباً فيه، فقط تغير مَن يجرجرونه على الصراط الوعر عينه؛ كما أن معظم التغيرات الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية التي شهدناها منذئذ وإلى يومنا هذا لم تكن إلا للأسوأ، إلا مَن رحمَ الزمنُ من عقولٍ حرةٍ وضمائر حية.

المس الشيطاني


سيناريو متكرر جداً:

- أنا: اللي لابسه روح والكلام ده كلها أشكال للمرض النفسي، غالباً dissociative identity disorder وحتى بيسمّوها demonomania أو demonopathy، لأنها قايمة جوهرياً على اقتناع المريض إن اللي هو فيه ده مَس شيطاني.
- هو: انتَ مابتشوفش فيديوهات أبونا مكاري يونان وإزاي بيطرد الشياطين على اسم المسيح؟!
- أنا: لأ باشوف. بس باشوف برضو فيديوهات شيوخ بيطردوا جن بقراية قرآن.
- هو: يابني انتَ بتصدّق الكلام ده؟ ده نصب واحتيال!
- أنا: بس أبونا مكاري ده بحق وحقيقي؟
- هو: آه طبعاً.
- أنا: مش حاسس إنك عايز تقول اللي انتَ قلته ده تاني بس المرة دي تسمع نفسك وانتَ بتقوله؟

خلّينا موضوعيين يا حبايب...
يا إمّا هاتسلّم بحقيقة إخراج الشياطين، يبقى اللي بيطلّع بقرآن زي اللي بيطلّع بصليب زيّ اللي بيطلّع بضرب الشوم.
يا إما هاتسلّم بحقيقة إنه مرض نفسي زيه زيّ أي مرض نفسي، ولأن المُدخَل اللي كوّن المرض في المريض إنه "مَس شيطاني"، واتغرس في لا وعيه إنه مَس شيطاني، مِش هايخف غير لما لا وعيه يقتنع إن "الروح اللي عليه" طلع.

لو تاخد بالك إن أعراض "المس الشيطاني" في مجملها واحدة مابتتغيرش: تشنجات وريالة وعنف وإلخ مجموعة الأعراض المعروفة دي.
ماجربتش تسأل نفسك: هما الشياطين والجن محدودين أوي كده ليه؟
طيب ماشوفناش ليه واحد العفريت اللي لابسه خلاه يطير ولا يبخ نار؟

دوّر أكتر في حالة dissociative identity disorder هتلاقي إزاي إن "الملبوس" لما يفوق من الصرعة مابيفتكرش هو كان بيعمل إيه ولا إيه اللي حصل، وتغيرات الصوت وتعبيرات الوش وإلخ، كل ده مسجل وموثق كأعراض طبية للحالة إياها.

يعني، جرّب كده تقرا كلامي وتدوّر وراه.
يمكن اطلع صح وتبقى اتعلمت حاجة، أو أطلع غلط وتبقى اتأكدت من موقفك.

ايه ضرر العادة السرية

سؤال ده جالنا من فترة على صفحة ريشة و قلم و هتاف:

"اخويا الصغير سألنى ايه ضرر العادة السرية فيما بعد معرفتش اجاوب عليه. ممكن الاجابة ؟"

وده الرد اللي كتبته له، قلت أنشره هنا كمان لعموم الإفادة:

العاادة السرية من وجهة النظر العلمية البحتة، هانقول فيها الآتي:

# على المستوى التشريحي، مافيش أي ضرر. كل الكلام بتاع الرُكَب بتبوظ والنظر بيضعف وحَب الشباب ده كلام فاضي مالوش أي أساس من الصحة. العادة السرية زيّها زيّ أي حاجة الإنسان بيعملها بأعضاء جسمه لها شكل طبيعي\إيجابي، وشكل سلبي.

# أغلب الآثار الجانبية السلبية لها بُعد نفسي أكتر:

1. اعتياد الراجل على إمتاع نفسه بنفسه بكثرة هايوصلّه لمرحلة إنه بيستجيب لنفسه أكتر ما بيستجيب لغيره، يعني لما يعمل علاقة مع شريكته بعد كده هاياخد وقت أطول ويحتاج منها إثارة أكتر عشان يوصل لنفس النتيجة اللي كان بيوصل لها مع نفسه في وقت وبمجهود أقل.
علاج الجزء ده مش بالامتناع عن العادة، إنما بتحقيق التناغم بين أطراف العلاقة، وإن الوقت الأكتر اللي الراجل محتاجه للوصول لإثارة مناسبة (بسبب اعتياده على إمتاع نفسه) يستفيد منه في التركيز على شريكته.

2. ارتباط العادة السرية بالإحساس بالذنب، بسبب تحريمها دينياً وذمّها مجتمعياً. الإحساس بالذنب الدفين ده ممكن يؤثر على المدى البعيد على ثقة الإنسان في نفسه واحترامه لذاته.
طبعاً دي علاجها مش بمنع العادة، إنما بتصحيح الصورة الذهنية عنها.

3. أخيراً، ممكن العادة توصل لحد "الإدمان" أو "عادة قهرية" compulsory habit، ودي الحالة لما ممارسة العادة السرية بتوصل لحد إنها تكون مؤثرة سلباً على ممارسة الإنسان لأنشطة والتزامات الحياة اليومية. مع العلم إن العادة القهرية دي بتبقى جزء من خلل نفسي أكبر، يعني المشكلة في العادة السرية ذات نفسها.

الكلام ده كله من وجهة نظر علمية بحتة. البُعد الديني والمجتمعي بينك وبين أخوك بقى.

-----------

أيوة، أنا اليومين دول باتكلم كتير في الجنس؛ ومش هافضل اتكلم طول ما باخبط في مفاهيم مغلوطة عنه في تعاملاتي اليومية.

وآهي ذكريات وفضفضة...


افتكر من المواقف اللي وجعتني أوي، من حوالي 3 سنين، أبويا قال لي "اطلب من أب اعترافك ينزلّك خدمة في الكنيسة عنده"، وقد كان.
القسيس إياه قال لي امسك صيدلية الكنيسة الخيرية، وإداني نمرة المسئول عنها وعرّفني عليه.

يفوت كام يوم، وفي لحظة غضب بيني وبين أبويا - مش فاكر كانت إيه المشكلة - قال لي:

"عارف معناها إيه بيننا إحنا الآباء الكهنة لما تقول له ينزّلك خدمة فيمَسّكك الصيدلية؟ معناها إنك روحياً أقل من إنك تُستأمَن على نفوس، إنك تعلّم فصل مدارس أحد أو تعلّم في اجتماع!"

(مع العلم إن أبويا والقسيس إياه يعرفوا كويس أوي تمكني معرفياً أو "معلوماتياً" في المجال التعليمي ده)

التفسير الضمني ده ماكانش جديد عليّ، بحكم إني من بيت قسيس يعني فياما سمعت وشفت القاعدة دي بتتطبق على ناس وتتنفذ معاهم: الشخص اللي "روحياً" أقل من المطلوب يمسك خدمة كانتين أو مكتبة أو صيدلية أو كشافة إلخ، بينما الناس "البركة" و "الأتقياء" يمسكوا فصول تعليمية للمراحل العمرية المختلفة.

غضبت أوي ساعتها، لأني حسّيت إن مش من حق حد - غير ربنا - يقيّمني "روحياً" لأن ماحدش منهم عارف إيه الصراعات اللي قايدة جوايا ولا التساؤلات ولا الارتباك ولا... ولا...
الموقف خلّاني أحس إني واقع في كماشة "مافيا كهنوتية"، أو "صفوة" معينين نفسهم ع الخلق يقيّموهم ويقيسوهم ويصنفوهم.

كان نفسي اقول لهم "على مين؟ داحنا دافنينه سوا!" لأني - برضو بحكم البيت اللي أنا منه - كنت شاهد على "ما وراء الكواليس": الخلافات والمناوشات بين قساوسة الكنيسة الواحدة، مين الكبير ومين الصغير ومين يسمع كلام مين، ومين أكبر بس مش مبتكر ومين أصغر بس نشيط، ومين راح قال إيه للأسقف ومين... ومين؛ مش إن دي الصورة السايدة ونظرية المؤامرة وأكاذيب القساوسة، لأ، هما ناس كويسين وكل حاجة، بس يعني يترسموا ع البشر ليه ما هما ليهم سقطاتهم وبُقَعهم برضو!

الموقف - زيّه زيّ أي موقف - خد وقته وعدّى، واندفس في ذاكرتي، وبقى من المواقف اللي أثّرت فيّ من غير ما أدري، أو أثّرت في لا وعيي وبان تأثيرها على المدى البعيد.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More