الخطوط العريضة لنهضة مصر

بتجيلي تعليقات كتير مفادها أني شخص سوداوي متشائم يسبب الإحباط و ينتقد و لا يقدم حلولاو بداية الموضة دي سخيفة ، طبيعي أن المعارضة في أي مكان على كوكب الأرض بتنتقد السلطة و خاصة لما تكون سياساتها فاشلة، السلطة هي المطالبة بتقديم حلول عملية و مشاريع ملموسة على أرض الواقع مش العكس.

عموما، باختصار شديد، دي الخطوط العامة:

1- المشروع الوحيد التقدمي اللي ممكن تقديمه في مصر حاليا هو تنويعة من تنويعات الليبرالية الاجتماعية (حريات شخصية و سياسية + اقتصاد حر + سياسات ضمان اجتماعي)، كل خناقات الاشتراكيين و الليبرتاريين التنظيرية دي ملهاش لازمة و عمرها ما هتتطبق على أرض الواقع.
الأولى لأن أحلام الاشتراكيين غير ممكنة التحقق في ظل النظام السياسي و الاقتصادي العالمي الحالي، و الثانية لأن أحلام الليبرتاريين غير قابلة للتحقق في ظل الثقافة المصرية الراهنة و تركيبة السلطة الحالية.

2- البيروقراطية العسكرية المصرية مش هتحرر الاقتصاد و لا هتبني دولة علمانية حديثة بسبب طبيعتها المحافظة كقلب دولة يوليو 1952 الصلب، دي أسطورة معرفش جابت كل الشعبية دي منين و خاصة في أوساط "النخب المدنية"، و هي أساسا كما يبدو غير قادرة حتى على الامساك بزمام الأمور في البلاد رغم المعونات الخليجية السخية و حملات البروباجندا المستمرة، و احنا جربناها قبل كده لمدة عام و نصف من الفشل الذريع تحت حكم المجلس العسكري.

3- الصراع الداير حاليا هو بين القوى المحافظة التقليدية السلطوية في المجتمع المصري، و ده شىء في مصلحتنا طبعا.
وهو ليس صراعا بين الحداثة و الرجعية بقدر ماهو صراع بين بيروقراطية شايفة انها مسلمة بمافيه الكفاية و لابسة الحجاب، و تيار إسلامي يريدها أكثر تقوى و إيمان لترتدي النقاب.

و لو الطرفين وصلوا في فترة من الفترات لمصالحة سياسية ما، هيعملوا أكبر قوة سياسية محافظة في البلد.

4- نركن بقى كتب تاريخ الفكر الاقتصادي على جنب سواء سميث أو ماركس، كينز أو فريدمان، و نتكلم عن الواقع.

في أزمة حقيقية في البلد، و مفيش حد من الأطراف المتصارعة قدم حل غير شوية شعارات مبتأكلش عيش من قبيل الحفاظ على الأمن القومي و الحرب على الإرهاب، أو الشرعية الدستورية و الحرب على الإسلام.
و بينما رفعت هذه الأزمة من توقعات غالبية المواطنين و تحسن المعيشة بعد "ثورتين مجيدتين"، كل اللي حصل أن أحوالهم ساءت أكتر.

لو قدرت تستميل الكتلة الكبيرة دي المتضررة معيشيا من تفاقم الأزمة لكسر علاقات الثروة و السلطة في البلد، يبقى و لا تقولي المصري بطبعه بيحب السلام و لا المصري بطبعه بيحب الإسلام، المصري بطبعه زي أي بني آدم تاني بيحب أكل العيش.

*من 25 مليون في سوق العمل، أقل من 7 مليون في القطاع العام، يعني شراء ولاءات البيروقراطية المصرية وحده غير كافي لاستقرار أي نظام سياسي.

*القاهرة و هي العاصمة المركزية اللي بيسيطر عليها بيسيطر على الدولة كلها 80% منها عشوائيات أساسا.

* الصعيد أساسا عنده مشكلة عميقة مع الحكومة المركزية بسبب عقود من الاهمال و عدم الاهتمام بإحداث أي تنمية هناك، وهو فيمايبدو مخزن قوة التيارات الإسلامية.
تصور أن القطارات متوقفة في الوجه القبلي كله من 14 أغسطس لغاية دلوقتي.

* سيناء فيها تمرد مسلح ضد الحكومة المركزية، و كتير من أهلها شايفين أنهم غير مصريين أساسا.

* الدلتا هي المنطقة الوحيدة اللي لسه عندها ولاء تقليدي للحكومة المركزية بحكم انتساب كتير من موظفي البيروقراطية المصرية إليها، لكن طبعا مشروط و مش بلا حساب.

5- السؤال هنا: إزاي ممكن تشتري ولاءات أهالي سيناء لتمليكهم و دمجهم، الصعيد بتنميته، العشوائيات بتطويرها بمشاريع و خطط واضحة.
علشان تستعين بدول كلهم في معركتك لقص أجنحة البيروقراطية العسكرية و الأجهزة الأمنية، و حصر التيارات الإسلامية في حيز محدود للحركة بتأييد شعبي و تحالف اجتماعي قوي.

و لربما بعد كام سنة نلاقي ميزانية وزارة الصحة أو التعليم ضعف ميزانيتي وزارة الداخلية أو الدفاع، و تلاقي التيارات الاسلامية طورت خطابها بما يقبل مفهوم الدولة العلمانية نفسه لأن شعاراتها لم تعد تجتذب أحدا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More