مقتل (بلال جابر)

بما أن الحدث المسيطر حاليا على مواقع التواصل الإجتماعي الناطقة بالعربية هو مقتل (بلال جابر)، و الكل بيحب يدلي بدلوه، فأحب أدلي بدلوي أنا كمان:

1- نغمة التعاطف و البكائيات بقت مملة و ملهاش لازمة، الطبيعي حاليا أن في قتلى بشكل يومي أو على أقل تقدير أسبوعي، و طبعا كل واحد بيموت من أى طرف عنده أهل و أسرة و أصدقاء و معارف بيحبوه و زعلانين جدا على فقدانه، ده شىء إنساني مفهوم.
بس واضح أيضا أن مفيش حد حاليا فى مصر بيهتم غير بالطرف اللي بينتمي إليه و بيحاول يضخم مآسيه، بينما يختزل الأطراف الأخرى فى كونها مجرد صراصير تستحق الدهس، و بالتالي فأنا مش مطالب بالتعاطف مع أي قتيل من أي طرف.

كل اللي أنا مطالب بيه هو غريزة الحياة الرئيسية : أن أبقى حيا، و ده فيما يبدو بقى مهمة محفوفة بالمخاطر فى مصر المعاصرة، و على أي حال لو الواحد مات برصاصة طائشة، فأنا مؤمن بأني ذاهب إلى العدم حيث اللاشىء، و بالتالي مش هيهمنى ايه اللي هيحصل لقاتلي أو للكون بأسره.
غريزة الانتقام دي للأحياء فقط، و أنا من هنا بأشجع أي حد عايز يأخد حقه فى مصر، يأخده بايده و بكل براجماتية من غير تنظير فارغ.

2- التيار المحافظ فى مصر _اللي اكتسب زخم بعد وصول الإخوان للحكم و مخاوف الدولة الدينية_ بيخسر أرضيته بشكل متسارع بين قطاعات الشباب اللي كانت جزء رئيسي فى موجة 30 يونيو الثورية، و بيثبت غباءا منقطع النظير و يتفوق على غباء التيار الثورى، و التنظيرات بتاعته من قبيل (الدولة القمعية الحازمة) أكثر بلاهة من تنظيرات (المحاكمات الثورية و الإعدامات الميدانية)، بالمنطق الأهبل ده يبقى الحكومة السورية أكثر نجاحا فى ضبط أمورها الداخلية من الحكومة السويدية!

و حتى اتضح أن التيار المحافظ قديس الدولة المصرية و لا تقدمي و لا علماني و لا بتنجان، ده بيستخدم الدين بشكل أكثر انحطاطا من تيار الإسلام السياسي.

3- كل واحد يحاول يستمتع بحياته، و يشجع ثقافة الحياة بدلا من ثقافة الموت، لأن الحياة فعلا ممكن تنتهي فى لحظة بغض النظر عن عمرك 17 أو 87.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More