ثورة "البلطجية" مش عيبة

عينة الفئة المجتمعية اللي احنا بنسمّيه "البلطجي" أكتر واحد عنده قدرة تحمل لظروف معيشية تحطم ابن الطبقة المتوسطة نفسياً (وربما صحياً) لو عاش فيها؛ البلطجي عايش بما يقل عن الحد الأدنى للعيشة، عايش بأقل القليل من كل حاجة، واخد على وقفة الطوابير ومالوش حد يسلّك له له مصالحه ولا في دماغه كلامنا الجميل بتاع حقوق الإنسان ولا الشرعية ولا اليتيفور ده كله، مايهمّوش غير إنه مايباتش جعان والناس اللي يلزموه يتستروا.

فلما الشريحة دي من الناس يفيض بيها، يبقى إحنا جبنا الآخر كده، غرسنا في القاع، we hit rock bottom زيّ ما الجماعة الخواجات بيقولوا.

ولما "البلطجي" ده يطلع يعبّر عن ضيقه وقرفه، لما "يثور" هايعبّر بأسلوبه، بطريقته اللي متعود عليها اللي نافعاه في مواجهة عيشته الخشنة. مستني البلطجي "يثور" ببانرات وأبيات شِعر ويطبع ويوزع بيانات؟!

"البلطجي" هايثور بسلاح أبيض وبنار وبصوت عالي محشرج، هايثور بعنف، مش عشان هو وحش، لأ عشان هي دي المفردات اللي ظروفه اضطرته يعيش ويتفاعل مع واقعه بيها!

صورة "الثائر" المتسرح المتسَتّف بتاع التوك شو وفيسبوك مش الصورة الحصرية للثائر؛ الثورة الفرنسية بجلال قدرها لما قامت كان ثوارها الرعاع الجعانين الحافيين (اللي يفتكر رواية "قصة مدينتين A Tale of Two Cities" وإزاي رسمت صورة الثوار الفرنسيين)، بس اتوجهت الطاقة دي على المدى الطويل لطريق بناءة عشان كان في مفكرين يحققوا الاتزان بين طاقة الغضب اللي بتغير الواقع وطاقة الفكر اللي بتصمم المستقبل. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More