الموسيقى لغة السماء، وعازفوها كُتَّاب وحي

لم أجد صفاء الذهن وسكينة النفس وراحة الضمير وسلام القلب بين صفحات كتب مقدسة أقرأها وسنن أنبياء اتَّبعها وطقوس أمارسها وعبادات أؤديها... وجدتُهم بين نهاوند وراست وكُرد وبياتي وفي نغمات أعزفها وإيقاعات التزمها وآلات أداعب أوتارَها...

لم أجد الله بين حوائط معابد حيث وصفوه لي جالساً على عرشٍ يتلقى فروض طاعة من عُبَّاد، بل وجدتُه في سَهل خصيب منبسط تحت سماء صافية يتمايل يتراقص مبتسماً مع كل نغمات وإيقاعات نسجها كل عازف موسيقى.

الله قال في القرآن (وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون).. وهنا خرج من ثنائية الوحي / الغيب، إلى ثنائية الأرض الانسان.. الجبال والسهول والبحار وورق الشجر وحبات الندى المطير على ميسم الزهرة.. وهنا انتقل من الثيولوجي إلى الانثروبيولوجي. من علم اللاهوت إلى الناسوت.. الأناتومي والباثولوجي والهستولوجي.. الخ. لا تناقض إذن.

بل إن أول باب في علم الاعتقاد هو باب النظر.. الإدراك والاختيار.. استيعاب شيئا من جلال الكون والطبيعة.. الله تحدث في القرآن (يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض).. فتأمل الكون وملاحظة الطبيعة والنفاذ إلى عبقرية العلوم ذكر وعبادة وفكر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More