عن البرجماتية السياسية : حزب النور مثالا

لابد أن نتفق أن السياسة نجاسة و أن لا أخلاق فى السياسة و أن السياسى يريد دوما أن يصل للسلطة و إن تعسر الوصول للسلطة يريد أن يكون قريب من السلطة و يحافظ على مصالحة سواء المادية أو الفكرية عن طريق التأثير فى صاحب السلطة

إذا إتفقنا على الكلام أعلاة يصبح حزب النور مثال رائع و عبقرى فى البرجماتية السياسية, بل مثال فى روعتة يفوق الأحزاب المصرية الليبرالية التى تدعى تبحر فى السياسة و علومها, فحين تنظر لحزب النور تجد:

أولا : تأسيس حزب سياسى و القفز بمنتهى السهولة على إجتهاد سنوات أن السياسة حرام, مما يعطى إنطباع عن قيادة يسهل عليها أن تقنع كثير من اتباعها بما تريد, طبعا إنخراطهم فى السياسة كان أحسن من سلفية تونس التى رفضت السياسة و الأن تحارب الشرطة

ثانيا: دعم ابو الفتوح الإخوانى السابق الذى يؤسس لتحالف واسع بين اطياف المجتمع, توجة ضد الإتهام التقليدى أن السلفية ضد الإنفتاح على المختلف, بغض النظر عن الدعم الحقيقى على الأرض الذى وصل لابو الفتوح

ثالثا: لقاء شفيق و عمل جسور تواصل إحتياطا إذا عادت دولة مبارك, إلى حد أن شفيق أعلن إعجابة بالحزب و أنة إذا اصبح رئيس سيختار نائب سلفى ليعوضة ما ينقصة من فهم الدين

رابعا: دعم مرسى فلا يوجد بديل, عدم دعم مرسى ضد شفيق هو إنقلاب على كل ثوابت الحزب الدينية و قد يؤدى لضياع كثير من الأتباع

خامسا: فى فترة رئاسة مرسى أثار كل القضايا الخلافية التى تؤكد تمسكة بثوابتة, مثل الضباط الملتحين, قضية الشيعة, قروض البنك الدولى و غيرها و غيرها معطيا مثال لاتباعة أنة لا يتهاون

سادسا: جائت 3 يوليو و النور جزء من الصورة, لكن مع أنهار الدماء تأكدت رسالة الحزب لأتباعة انة أخذ بأقل الضررين خوفا على اتباعة من القتل, و تواترت أخبار أن من لدية كارنية الحزب لا يقبض علية أو يطلق سراحة اذا قبض علية فى المظاهرات

سابعا: حزب النور يمثل إهتمام سعودى و هى ممول رئيسى لمصر الان, كما ان وجودة يؤكد للعالم أن مصر 3 يوليو لا تعادى الإسلام فى السياسة و لكن تعادى فقط تصورات الإخوان, هذة رسالة مهمة لأمريكا التى تقول أنها دوما تدعم ديموقراطية تدمج الإسلاميين كجزء اساسى مت المجتمع

ثامنا: القوى الخفية لحزب النور تحافظ على المادة 219 بشكل أو أخر و يقال ايضا أن مسودة الدستور لم يكون فيها كلمة دولة مدنية, بغض النظر عن تأثير هذة المادة على شكل القوانين فى مصر, لكن مرة اخرى حزب النور يثبت لاتباعة أنة نجح فى إختبار الهوية "من وجهة نظر الحزب طبعا" على الرغم أن أعضائة اقلية فى لجنة ال50 و إذا صدقت هذة الإخبار فاحزب سيدفع بالتصويت بنعم, كما يقال ان قبلها نجح حزب النور فى إبعاد البرادعى و زياد بهاء عن رئاسة الوزراء

بصراحة لا يصعب تصور المستقبل للحزب, حيث سيدخل إنتخابات و يفوز بنسبة لا تثير خوف الناس من السيطرة السلفية "حدود 15 – 20% " ,إحتمال كبير الحزب لن يطلب وزراء و لكن طبعا سيطلب مناصب كثيرة فى المحليات, سيحدث توائم ما مع وزارة الاوقاف, مواقف الحزب ستكون اقل حدة فى مواقف كثيرة بحجة تجنب الصراع القاتل و اقل الضررين, ربما يتحول الحزب للدفاع عن بعض الإخوان المسجونين ليكسب تأييد قطاع أكبر من الإسلاميين, خاصتا لو وصلت مصر لمرحلة منع الإخوان من الترشح للإنتخابات و لكن يسمح لحزب النور, قد يخوض الحزب صراع مع الأزهر, سيصبح الحزب عامل تسهيل لتمرير سياسات الحكومة و مقابل هذا سيحصل على تسهيلات تساعد إنتشارة على الأرض لنشر دعوتة, قد تبدأ القنوات الفضائية فى شن هجوم شديد على الحزب و لكن الحزب سيتمتع بحكمة شديدة فى الرد و قد تبدا قنوات مثل أوربيت فى دعمة

بصراحة حين انظر لحزب نور بصفتة ليس حزب أغلبية, أظن انة اذكى بمراحل من بهوات الاحزب اليبرالية إلى فاكرين نفسهم فاهين, صدق اشرف الشريف حين قال برهامى اخطر سياسى فى مصر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More