رسالة لم تُعَنوَّنْ بعد


رأيتُكِ أمساً.

هممتُ بتخطيكِ واستكمال سيري، لكن عينيَّ تمسكتا بكِ، وأجبرتاني على الوقوف أمامكِ معترضاً طريقكِ.

وخير ما فعلتا.

تجاهلتُ فوراً بروتوكولات اللقاءات الأولى، وأفشيتُ لكِ دون تفكير ملاحظاتي:

"جميلةٌ أنتِ جداً."

"لاحظتُ سمارَكِ: وجهكِ، وعنقكِ، وسفح صدرِكِ، وذراعيكِ، وساقيكِ، كسمار حنطة يافعة."
"لاحظتُ عمقَ سواد شعركِ الحيوي، تطارد خُصَلُه بعضُها البعضَ حول وجهك الطبيعي المتنزه عن مُزَوِّرات الجمال إلا قليل من كُحْلٍ يَحدُ مِن بريق عينيكِ العسلية كي يتسنى لبني آدم التمعن فيها."
"لاحظتُ نضارةَ شفتيكِ، وقد خُلِقَتْ لتهمس من القول ما يُطَيِّبُ الخاطر، وتزرع مِن القبلات ما يؤجج الحِس."

"لاحظتُكِ جميلةً حسناء. ولن أنسى ملاحظَتي."

مددتُ يدي راداً خصلة تسلَّلَتْ على أكتاف نسيم إلى وجهِكِ، لامساً خدكِ بأناملي متبركاً من أيقونة وجهك.

ثم استيقظتُ - للأسف - من نومي.

لا أعرفُ لكِ اسماً ولا عنواناً ولا كياناً أصلاً.

لكنني أبعثُ لكِ برسالتي هذه، إلى أن نلتقي... نلتقي "ثانيةً".

فإن وصَلَتِك رسالتي قبلي، لتكن تعريفَك بي ومدخلي إليكِ متى جئتُكِ.
وإن وصلتُ قبلها، فلتكن بَيِّنَتي وحُجَّتي أنني حقاً أُعجَبتُ بكِ جداً مُذ تصورتُ وجودَكِ.

حتى قبل أن ألقاكِ.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More