شوية كلام

لماذا تأتي دوما المعارضة الأعنف لثورة 25 يناير والتأييد الهستيري الكاسح لاستمرار دولة مبارك الأمنية من طبقة "المدامات" ... تفسيري أن ذلك له علاقة بنمط حياة هذه الطبقة.

"المدام" عادة تكون خريجة جامعية من عائلة طبقة وسطى عليا محافظة وعلى درجة مقبولة من الجمال (بالمقاييس المصرية) ... إنجازها الأكبر في الحياة أنها استطاعت العثور على زوج مقتدر ماديا ومؤثر إجتماعيا (غالبا: طبيب - استاذ جامعي - ضابط) ويفضّل أن يكون من عائلة بها الكثير من أصحاب المراكز المدنية والعسكرية من أجل الوجاهة الاجتماعية ولكن الأهم كي تتمكن من تخليص كل احتياجاتها بالتليفون ... ولذلك فهي تصرّ على أن يتم مناداتها بلقبها الأثير "مدام" كل تتذكر دائما إنجازها الرهيب وتسعى للحفاظ عليه.

المدام عادة تكون محدودة الثقافة تنفر من القراءة والعلم باستثناء "علوم" معينة مثل تفسير الأحلام (المدام تحلم كثيرا وكل أحلامها لها تفسير وارتباط بالواقع) والرقية الشرعية (من أجل تجنّب كيد وحسد صديقاتها المدامات) ... تعشق المسلسلات التركية التي تحاكي نمط حياتها وتتابع باهتمام البرامج التي يقدمها الشيفات (وخصوصا الشيف بتاع "يا جمالو يا جمالو" الذي تتصل به بصورة دورية للحصول على ملخّص الحلقة التي فاتتها). تكره السياسة ولكنها تستمع الى البرامج الحوارية التي تدافع عن الاستقرار ... فالاستقرار في وضعها الحالي هو هدفها الأسمى في الحياة.

المدام لا تبالي كثيرا بأحوال عامة الشعب ولا بمشكلات البلد طالما أن هذه المشكلات لا تؤثر فيها شخصيا ودائما تجد المبررات لوحشية الشرطة وفساد الأجهزة الحكومية وفقر الشعب ... تتعاطف إنسانيا مع الفقراء والمعوزين وتشارك في حملات التبرّع التلفزيونية ولكنها ترفض قطعا أي تغيير في العقد الاجتماعي قد يمكّن هؤلاء من مزاحمتها ماديا واجتماعيا. طبقة المدامات تقف في أقصى اليمين المحافظ (إنسى السلفيين والإخوان) ضدّ كل الدعوات الثورية أو حتى الإصلاحية التي تهدد مكتسباتهن ونمط حياتهن !!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More