"الثورة" لم تقم بعد

عند اندلاع الثورة الفرنسية في 1789م، سأل لويس الـ16 دوقَ روشفوكوه-ليانكور Rochefoucauld-Liancourt سؤالَه الشهير:

"هل هذا تمرد؟"

كانت إجابة الدوق الخالدة:

"Non, sire, c'est une révolution" "لا، جلالتك، هذه ثورة!"

أما نحن المصريين، فقد اختلط علينا الأمر، وما فتئنا نتعلم منذ 25 يناير 2011 الفرق بين "التمرد" و "الثورة".
لكننا نتعلم ذلك الفرق بالأسلوب الأصعب. أسلوب التجربة المرة والخطأ المُكَلِّف المُضني.

كلمة "ثورة" بالإنجليزية revolution مشتقة من اللاتينية revolutio، أي "يستدير"، وبالبحث في التعريفات الأكاديمية للثورة تجد أنها "بخلاف التعبئة الجماهيرية وتغيير النظام، هي أيضا تغيير اجتماعي واقتصادي و/أو ثقافي سريع وجوهري، أثناء أو بعد وقت قصير من النضال للوصول إلى سلطة الدولة" (جيف جودوين).

حتى الآن، لم يستدر وطننا عن الطريق الذي كان مسحوباً فيه، فقط تغير مَن يجرجرونه على الصراط الوعر عينه؛ كما أن معظم التغيرات الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية التي شهدناها منذئذ وإلى يومنا هذا لم تكن إلا للأسوأ، إلا مَن رحمَ الزمنُ من عقولٍ حرةٍ وضمائر حية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More