كل واحد مننا فيه اللي مكفيه، انتَ مسؤول عن أفعالك مش عن ردود أفعال الآخرين ليها


آه الوجود في ذات نفسه مُجهِد، بس في الُنص كده ومضات تفتح النِفس، نقط تفرّح، مش هاتفوت غير على اللي يختار بمزاجه إنه يمرر نفسه ويتلذذ بالكآبة ويسوَّق نفسه كـ "ضحية العيشة واللي عايشينها"

الصنف ده من البشر طالع موضة اليومين دول بين الشباب اللي في سننا... ناس هويتها مستمدة من شكوتها دايماً إن ماحدش فاهمها، وإن عبثية الوجود هارية دماغها وجتتها، وكله وجع وسواد ونيلة على دماغنا كلنا، والحياة وصلة تعذيب مستمرة تنتهي بالموت والفناء، وكله زيّ عدمه وإلخ إلخ.

طلع إن الصنف ده حالة مُوثَّقة علمياً - وإن كان في جدال هل يتصنّف اضطراب نفسي\عقلي فعلاً ولا لأ - ومُسَجَّل تحت إسم:

اضطراب الشخصية المحبطة للذات أو اضطراب الشخصية المازوكية
Self-defeating personality disorder a.k.a. masochistic personality disorder

الاضطراب ده يتصف بنمط سلوكي يتميز بـ "هزيمة الذات". الشخص ده غالباً بيميل لتجنب الخبرات المفرحة، ولو عاشها بيحقّر منها ومن تأثيرها الإيجابي عليه. بيفضّل الشخص ده إنه يحط نفسه في مواقف أو علاقات باين مسبقاً إنها هاتعكنن عليه بشكل ما، وبيمنع الآخرين إنهم يساعدوه أو بيرفض المساعدة لما تتقدم له.

توصيف "اضطراب الشخصية المازوكية" ينطبق على اللي متحقق فيه ع الأقل خمسة من الآتي:

# اختيار ناس ومواقف نتيجتها معروفة مسبقاً إنها خيبة الأمل أو الفشل أو المعاملة السيئة، حتى لو في اختيارات أفضل متاحة ومتوفرة

# رفض أو إفشال محاولات الغير لتقديم للمساعدة

# الشكوى (بشكل مباشر أو غير مباشر) إنه مش لاقي التقدير المناسب من الآخرين، ماحدش دريان بيه ولا حاسس بقيمته

# رد الفعل للمواقف الإيجابية (تحقيق إنجاز أو نجاح معين) بيبقى إحساس بعدم الاستحقاق، أو قلق من العجز مستقبلاً عن المحافظة على نفس المستوى من الإنجاز

# التشاؤم الدائم فيما يتعلق بالمستقبل، والانشغال دايماً بأسوأ ما في الحاضر والماضي

# التركيز دايماً على العيوب الشخصية وأوجه القصور في النفس، وتجاهل المزايا ومواضع القوة

# استفزاز ردود الأفعال الغاضبة أو التسبب في رفض الآخرين له، بعدين الشكوى إنه اتجرح أو انكسر أو اتهان من الناس

# الاقتناع بضرورة التضحية دايماً بالمصلحة الشخصية لصالح الآخرين، حتى لو "التضحية" دي مش محققة أي فايدة فعلية للآخر

بيميل علماء النفس لتفسير الظاهرة دي على إنها هروب من العزلة الشديدة من خلال إحساس بالدونية والتفاهة والعجز. صاحب الحالة دي محتاج إنه يتحب ويتقدر، وبيحاول يشبع الاحتياج ده من خلال ابتزاز الحواليه بالشكل المبين أعلاه.

الخلاصة:
إوعى تخلّي النوعية دي من الناس تؤثر على منظورك وأفكارك، دي ناس أضعف منك بكتير واحتياجها أعمق منك بكتير.
ماتتعاملش معاهم على إنهم مرضى يعني، بس في نفس الوقت ماتديش شكوتهم الدايمة دي أكبر من حجمها؛ حُطّها في سياقها وماتخليش حد يبتزك إنسانياً باحتياج مُهَوَّل...

كل واحد مننا فيه اللي مكفيه، انتَ مسؤول عن أفعالك مش عن ردود أفعال الآخرين ليها، فما بالك لما تكون ردود أفعالهم كمان غير سوية ومُبالَغ فيها.

 اللي عنده إضافة أو تصحيح يا ريت يفيدني.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More