عن عبد الله سلطان رافض الواقعية

كان عُبد " كما كنت أحب أن أسميه الأخ الأصغر لصديق العمر مالك ... كنت أنا مالك متفاهمان بطريقة لما أراها فى أصدقاء لا أذكر أننا تشاجرنا يوماً ... كانت أسرة مالك متحفظة قليلة ... كنت أكثر منه إنطلاقاً ... كنا فى المدرسة فى الصف الأول الإعدادى عندما عرفت مالك وعُبد ... بدأت الصداقة كان عُبد فى الصف الثالث أو الثانى لا أتذكر تحديداً ... كان مالك عكسى أنا وعُبد متحفظ جداً فى إبداء مشاعره بينما كنا ظاهرى المشاعر بيد أن أكثر ما بينى وبين مالك وإختفى من عُبد هو أننا براجماتيين جداً ... يمكن لأننا خبرنا الحياة أكثر عملنا مبكراً وكان عُبد " إبن الناس الكويسين بالنسبة لنا ... كان من عادتنا أنا ومالك أن نخرج سوياً ثالث أيام العيد ... أن نأكل حواوشى من عند شلبى بالتوفيقية " أصدرت أمر بإغلاقه وأنا مدير نيابة لأنه كان يستخدم لحوم " ولا بلاش" ثم ندخل السينما مرتين واحدة لفيلم عادل إمام والأخرى لأحمد زكى ... ثم نتغدى فى مطعم كبابجى الدسوقى بالتوفيقية ... وندفع بقشيش خوفاً من نظرات عم حسين " عرفت اسمه على كبر " كانت خروجة معتادة فى سينمات غير راقية مثل كوزموس وليدو وكريم وبيجال وديانا وريفولى ... فى أحد المرات كلمنى مالك تليفونياً قبل أن نتقابل بقليل قائلاً " مش هنخرج " ليه يا ماللك متهرجش ... " مُصرين عندنا إن عبد الله ييجى معايا ... طيب إيه المشكلة يا ابنى ... لا أنا مش عايزه يجيى هيصدعنا " وبما إنى أكثر من يفهم مالك كنت أعرف سبب رفضه ... نحن كنا شباب شبه مثالى لا ندخن لا نعاكس لا نتصرف تصرفات غير لائقة تجبره لى عدم إصطحاب عُبد ... مشكلة مالك أنه كان يخشى تحمل مسئولية عبد الله خوفاً عليه ولكنه لم يكن يستطيع أن يقولها وهو ذلك الصلب ظاهرياً ... المهم بعد شد وجذب حسمت الأمر وقلت لمالك خلاص هنخرج وأنا مسئول عن عُبد .. المهم إتقابلنا وبدأ مسلسل رفض الواقعية من الطفل الذى كان فى الصف الخامس الإبتدائى ونحن فى الصف الأول الثانوى ... نحن من عملنا فى الإعدادى لحب العمل بعنا مجلات فى الشارع تاجرنا وكسبنا وخسرنا واتمرمطنا فى المترو ... بداية التذمر أن المترو زحمة ... مالك يعنى أنا أعملك إيه يا عبد الله روح ... قالها وهو يحاول أن يعلم أخيه الشدة ... وأنا أضحك وأنا اراه يزنق عشان يقعد عُبد ... المهم دخلنا السينما وطبعاً زحمة كارثية ... لحقنا تذاكر فى أول صف " صالة طبعاً" وعلى الجنب اليمين ... بدأ عُبد فى مسلسل رفض الواقعية ... لأ مينفعش نقعد هنا أنا مش شايف حاجة ... مالك يغضب وأنا أحاول أقنعه يا ابنى السينما فى العيد اتوبيس كبير ... الصنايعية " أحسن ناس " بيدخلوا السينما وبيحتلوها ... أنا واخوك عملنا قرود عشان نجيب التذاكر ... استمتع باللى موجود احنا بنتفسح كبر دماغك هى السينما فى العيد كدة ... طبعاً تقنع مين رفض مستمر ... مالك يشتد غضبه ... بصعوبة شديدة نجحت أن أقنع شاب بالصف الثالث أن يترك لنا مكانه مقابل 2 جنيه وقعد عبد الله فى الصف الثالث مباشرة وبدأ فى السعادة ومالك يلتفت إليه كل دقيقتين ليطمئن عليه ... رحنا ناكل عند شلبى حواوشى وطبعا ابن الناس الكويسين رفض بشدة ... وقالها لنا فى وشنا ده محل معفن " لا أنكر كان عنده حق " يا ابنى جرب ... لأ ... طب عشان خاطرى لأ ... طب إنت عايز إيه ... " كل ده أنا بحاول أمنع الصدام بين الوحش وابن الناس الكويسين " بصراحة الولد فاجئنى وقال : عايز شاورما ... بصراحة أنا كنت أسمع عنها بس مكلتهاش قبل كدة " ... طب اجيبها لك منين ده ... المهم شاور لى على محل قدامه كوز لحمة كبير ... وقالى ده ... دار نقاش بينه وبين مالك مش فاكره المهم وقلت مالك سيبه يا عم أهى مرة وهتعدى ... خدت عُبد وجبنا له سندوتشين شاورما ... وطبعاً منظر كوميدى وأنا ومالك عمالين ناكل حوواشى فى محل شلبى وطرشى براميلى ومياه من الكوز ومعانا البرنس بيقول شاورما ... جينا ندخل السينما تانى ... طبعا زمان كان فيه سوق سوداء وتذاكره أغلى 2 جنيه ... واحنا بتوع طوابير الشبك والزق وتوفير 4 جنيه طبقاً للخطة المالكية الإقتصادية ... هنا اتخذت موقف حاسم وقررت أن نشترى من السوق السودا عشان نريح نفوخنا ... مالك قبل تحت ضغط وقد كان ... بعدها روحنا عند السوقى الكبابجى كلنا طلبنا كباب ... بدأنا ناكل وعُبد بيأكل بالشوكة والسكينة فى مشهد لم يتكرر فى تاريخ خروجاتى أنا ومالك إلا عند الكبر ووجود غرباء ... المهم كانت النهاية درامية عندما طلب عُبد فيشار ... وهنا مالك احتفظ بكلمة لأ لأ لأ بلا تفاهمات ... كنت كل ما أفكر فيه هو كيف سيقبل عُبد الواقع ويركب المترو ويقف على الأقل لدار السلام مزنوق ومفعوص ... وضعنا أنا ومالك خطة نركب ويقف كل منا فى مكان مختلف داخل المترو ننظر لأى كرسى يفضى ... وفعلاً بحركة بهلوانية نجح مالك فى اقتناص كرسى فى محطة سعد زغلول جلس عليه لحجزه ثم تركه لعبد الله وفضلنا احنا واقفين لحد طرة البلد ... بس حقيقة من محطة عبد الناصر لمحطة سعد زغلول كان عبد الله معى مطيعاً جداً قال حوالى 2345 مرة إف إف إيه الزحمة ده مع إقتراحات اننا نركب تاكسى " مكنش يعرف ان ده بالنسبة لنا خيال علمى ... كنت متأكد أنه لن يكرر تجربة الخروج معى أنا ومالك أبداً فلم يتحملها كما لم يتحملها كل اصدقائنا المشتركين ... ولكنه أخطأ وأصر على السفر معنا إلى الغردقة فى أغرب رحلة سافرت فيها مع مالك ولها قصة أخرى فى رفض الواقعية ... كان هذا الفتى يريد حياة مثالية ويرفض الواقع ويتمرد عليه منذ كان طفل رحمه الله ... إنشاء الله نخرج أنا ومالك وعمر بس هنأكله شاورما فى هيلتون كمان لإنه ابن الناس الكويسين أوووى

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More