إنطباع عن الطبقة الوسطى المصرية

هناك طبقة مصرية حقيقية ليبرالية تؤمن حقا بالحرية و لا ترى عن الديموقراطية بديلا, لكن هذة الطبقة تشعر بأن منظومتها الفكرية كلها تنهار حين تقول لها أن هناك نص دينى مقدس أهم من فكرة المصلحة و الحرية الشخصية بشكلها المجرد, لأن المعيار هو التفاوض و يمكن الصراع حول هذة الحقوق و المصالح و ليس الرجوع لأى نص مهما كان, هذة الطبقة معظمها ميسور متعلم و لهم مواقع مهمة و مؤثرة فى المجتمع المصرى, هذة الطبقة ستدخل فى حوار حقيقى و لكن مرير حول من يفسر النص و ماذا يحدث حين يتعارض النص مع المصلحة و ما هو إسلام وسطى و ما هو غير وسطى, فهم حقا يؤمنون أن النص قد ينظم علاقة بين الإنسان و ربة و لكن ليس بين إنسان و إنسان أخر. للأسف يختلط بهذة الطبقة من يشبههم خاصتا فى المستوى الإجتماعى و لكن لا يؤمن مثلهم بقيم الحرية و الديموقراطية و لكن يمثل هذا الإيمان كنوع من الواجهة الإجتماعية و لكن حين تحين لحظة الإختيار سيتحول إلى وحش أمنى دموى

كثير من المصريين من مختلف درجات الطبقة الوسطى يرون أهمية واضحة للدين فى حياتهم, يؤمنون بنص ينظم حياتهم مع الرب و مع الأخرين أيضا, لكن فكرة أن يختلط هذا مع السلطة و الحكم سببت لهم إزعاج شديد فى التطبيق, فكرة ان يصبح هناك عالم دين يرونة متشدد و لكن فى نفس اللحظة يحصل على سلطة فى الدولة المصرية سببت لهم ذعر شديد, هؤلاء سيتكلمون عن فصل الدين عن الدولة و لكن حين تناقش كثير منهم تجد تصورة عن الدولة مختلط بالدين بشكل واضح جدا, هؤلاء ستجدهم أكثر الناس يتكلمون عن سماحة الدين و المثال الحسن و التسامح و لكن لا يوجد لهم أى تصور سياسى واضح, فقط سيتكلمون عن أوهام نظرية أن الإختلاف مضر و إن حدث يكون بألخلاق الإسلام السمحة الوسطية و ان أخلاقنا تدهورت و سببت مشاكل سياسية و طبعا لا يخلو كلامهم من أن كل همهم هو مصر و لكن يفشلون فشلا ذريعا فى تبرير لماذا يختلف الناس حول ما هو مفيد لمصر و ما هو مضر و كيف نحل هذا الخلاف بشكل عملى و ليس شكل مثالى غير واقعى.

الحل في نقد نظرية دور الدين في الحياه العامه من خلال كشف حقيقة التاريخ الإسلامي و السلبيات المتعمد طمسها من الدعاه الجدد و مؤسسة الأزهر و خطباء الجمعه. فرج فوده حاول يعمل كده لكن القدر لم يمهله و للأسف كل اللي مشي في نهجه تم إقصائه و التشنيع عليه.

على ما اظن اغلب التعارضات بين النص و العقل التى جمعها ابن تيميه فى كتابه درء تعارض العقل و النقل كانت فى الامور العقائديه البحته مثل خلق القرأن و من محاوراته معا غلاه المعتزله و غلاه التفلسف فى ما يمكن تسميته غيبيات , اما الاختلاف فى تنظيم الحياه من الناحيه الاجتماعيه او السياسيه فى سببه هوا انحصار بعض جماعات الاسلام السياسي على الموروثات القديمه" مثل دوله الخلافه " معا اتخاذهم موقفا دفاعيا عنها دون امعان النظر فى الظروف الاجتماعيه التى ادت الى ظهور هذا النموذج , و عدم اقتناعهم بامكانيه هضم منتجات الحضاره الغربيه و اخراجها بصورة تحافظ على مورثات المجتمع التراثيه , و هنا مربض الخلاف , و اعتقد ايضا انه بسبب عدم استعداد معظم ابناء التيرات الاسلاميه التقليديه فى التحاور معا اى شخص الا عند ايجادته للعلوم الشرعيه , علما بان الاجتهاد حق لكل افراد الامه و عدم اقتصار اهل الحل و العقد " الذين لهم حق الشورى فى الشريعه حسب اجتهدات الائمه " على علماء الدين

عندما انظر لمرحلة الانتخابات الرئيسية الاولى فى مصر اعتبرها هى الرؤية الواصحة لتصنيف المصريين وفى رايى من نتيجتها ان مؤيدى العوا الذين لا يزيدون عن 200 الف وممكن نقول كمان شوية كانوا يفضلون اختياره ولكن علشان الشعبية انصرفوا لاخرين يعنى حوالى مليون على الاكثر هم دول ما يمثلون الطبقة الوسطى فى مصر بالفكر او المستوى المادى يعنى الطبقة الوسطى فى مصر لا تمثل أكثر من 2 : 5 % .. أغلب الطبقى الوسطى تنحاز دائما للمبادئ والأخلاق الحميدة والغايات النبيلة ودائما تبحث عليها بوسائل حميدة . وعندما تقل وأو لا تؤثر الوسائل النبيلة للوصول للغايات النبيلة تتجنب هذه الطبقة المشهد تماما . وهذه الطبقة دائما تنحاز للدين بفهم الرسول الكريم الذى هو الشكل الامثل للمبادئ والأخلاق . ومن يتبع المنهج السليم هو الناجى أكيد فى الدنيا والأخرة أيا كان هذا الاتباع فى السياسة او الاقتصاد والعلاقات الانسانية - حرية , عيش , عدالة اجتماعية -

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More