عزيزي اللاديني المصري اللي في أوائل العشرينات من عمرك

في وسط الهيصة والبوستات واللايكات والصفحات والنكت، إوعى تنسى إنك مبتدئ، جديد ع الكار، لسة بتفك الخط في الاتجاه ده. ماتنساش إنك ماشي في طريق لسة مَدَق في مجتمعك، مش شارع متسفلت متخطط زيّ مجتمعات تانية، وخلي في بالك إنك في الغالب لا ديني سلباً، يعني تمرد على واقع ورفض نمط، أكتر منه إيجاباً، يعني اقتناعاً بفكرة مدروسة ومحللة (بأمارة مثلاً إن كتير من اللادينيين اللي هايقروا الكلام ده معتقدين إن "لاديني" = ملحد).
فبلاش تاخدك الجلالة أوي، وإلا هتلاقي نفسك بتقع في نفس الحُفر اللي بتدعي إنك بتسمو عليها بلادينيتك.

لما تستحقر المؤمنين بأديان وتعتبرهم فصيل أقل منك عقلياً، انتَ كده زيّك زيّ أي مؤمن بيعتبر اللي على غير دينه أقل منه قدام ربنا.

لما تكبّر أوي وتلمّع مفكر لاديني، دوكينز ولا ماركس ولا هوكينج ولا غيرهم، انتَ كده زيّك زيّ أي مؤمن بيقدس شيخ ولا قسيس ولا بطريرك ولا داعية ولا قديس ولا أوليا.

لما تتعامل مع ايديولوجيات سياسية\فلسفية أو نظريات علمية على إنها فصل الخطاب ومافيش مجال للتشكيك فيها ولا نقدها، انتَ كده زيّك زيّ أي مؤمن بيقدس نَص وبيعمل من عقيدته دوجما.

إوعى في يوم يبقى هدفك استئصال وطمس الدين. وإلا تبقى زيّ أي مؤمن بيمطلق معتقده الديني ومعتبره الصح الوحيد وما عداه ضلال ضروري يتحارب. الدين بيسد احتياج نفسيات وعقليات ناس كتير، والاحتياجات دي هاتفضل موجودة بنسب متفاوتة، فالدين هايفضل موجود، ومن حقه - زيّه زيّ أي فكرة انسانية تانية - إنه يبقى موجود.

فبدل ما هدفك يبقى هزيمة الدين ومسحه، خلّيك في الهدف الأسمى والأشمل:
إنك تزرع في المجتمع القدرة على تقبل الاختلاف والتعدد مهما كان التباين بين المختلف والمتعدد ده، القدرة على تقبل الديني واللاديني مع بعض، مش قبول شخصي لأن ده مؤمن وده لاديني، إنما قبول موضوعي، لأن دي أفكار ومن حق الأفكار توجد (في إطار الإنسانية ومصلحتها الجمعية [موضوع تاني مش مجاله نتسحل فيه هنا]).

وإلا تبقى عامل زيّ اللي لقى واحد بيغرق في ترعة صرف قام لحقه ورفعه منها، بعدين رماه في النيل وقال له "هنا أنضف، اغرق في النضيف أحسن"

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More