وآهي ذكريات وفضفضة...


افتكر من المواقف اللي وجعتني أوي، من حوالي 3 سنين، أبويا قال لي "اطلب من أب اعترافك ينزلّك خدمة في الكنيسة عنده"، وقد كان.
القسيس إياه قال لي امسك صيدلية الكنيسة الخيرية، وإداني نمرة المسئول عنها وعرّفني عليه.

يفوت كام يوم، وفي لحظة غضب بيني وبين أبويا - مش فاكر كانت إيه المشكلة - قال لي:

"عارف معناها إيه بيننا إحنا الآباء الكهنة لما تقول له ينزّلك خدمة فيمَسّكك الصيدلية؟ معناها إنك روحياً أقل من إنك تُستأمَن على نفوس، إنك تعلّم فصل مدارس أحد أو تعلّم في اجتماع!"

(مع العلم إن أبويا والقسيس إياه يعرفوا كويس أوي تمكني معرفياً أو "معلوماتياً" في المجال التعليمي ده)

التفسير الضمني ده ماكانش جديد عليّ، بحكم إني من بيت قسيس يعني فياما سمعت وشفت القاعدة دي بتتطبق على ناس وتتنفذ معاهم: الشخص اللي "روحياً" أقل من المطلوب يمسك خدمة كانتين أو مكتبة أو صيدلية أو كشافة إلخ، بينما الناس "البركة" و "الأتقياء" يمسكوا فصول تعليمية للمراحل العمرية المختلفة.

غضبت أوي ساعتها، لأني حسّيت إن مش من حق حد - غير ربنا - يقيّمني "روحياً" لأن ماحدش منهم عارف إيه الصراعات اللي قايدة جوايا ولا التساؤلات ولا الارتباك ولا... ولا...
الموقف خلّاني أحس إني واقع في كماشة "مافيا كهنوتية"، أو "صفوة" معينين نفسهم ع الخلق يقيّموهم ويقيسوهم ويصنفوهم.

كان نفسي اقول لهم "على مين؟ داحنا دافنينه سوا!" لأني - برضو بحكم البيت اللي أنا منه - كنت شاهد على "ما وراء الكواليس": الخلافات والمناوشات بين قساوسة الكنيسة الواحدة، مين الكبير ومين الصغير ومين يسمع كلام مين، ومين أكبر بس مش مبتكر ومين أصغر بس نشيط، ومين راح قال إيه للأسقف ومين... ومين؛ مش إن دي الصورة السايدة ونظرية المؤامرة وأكاذيب القساوسة، لأ، هما ناس كويسين وكل حاجة، بس يعني يترسموا ع البشر ليه ما هما ليهم سقطاتهم وبُقَعهم برضو!

الموقف - زيّه زيّ أي موقف - خد وقته وعدّى، واندفس في ذاكرتي، وبقى من المواقف اللي أثّرت فيّ من غير ما أدري، أو أثّرت في لا وعيي وبان تأثيرها على المدى البعيد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More