ليس أبشع من تشجيع رجال فرض نقاب على النساء، إلا قبول نساء له على أنفسهن

عزيزتي، لستِ قطعة حلوى تُلتَهَم وعليكِ حفظ نفسك حتى يقتطفك رجلٌ جديرٌ بالتهامك!
ولا أنتِ حجرٌ كريمٌ للزينة عليكِ صون نفسك حتى يلتقطك رجلٌ جدير بالتزين بكِ!

لستِ مُستَهلَكاً ولا حجراً، أنت إنسانة، شخص وشخصية.

أنتِ إنسانة خُلِقتِ بوجه فريد متميز لم ولن يتكرر؛ لا يُعقَل أن تُختَزَلي في عباءة سوداء، تشطب على هويتك كشخص فلا تُبقي إلا على وجودك كموضوع...
داخل عبوتك الداكنة تلك، أنتِ لم تعودي "أنتِ" بل صرتِ "هي، واحدة منهم"...
بعد أن كنتِ - كما خُلِقتِ لتكوني - شخصاً لكِ اسم وسمات وملامح وتعابير وجه، لكِ وجودك وكيانك المتفردان، صرتِ مجرد أنثى من إناث الفصيل البشري لا يُعرَف عنكِ إلا وجوب تغطيتك وحجبك وإخفاءك!

وإن كنتِ، عزيزتي، مثار فتن، فالعَتَبُ على المُثار لأنه يرى الدنيا من خلال عانته، ويرى في المرأة أنثى قبل أن يرى إنسانة. لِمَ تتحملين أنتِ وِزرَ تشوهه؟! الطبيعي أن يُعزَل المنحرفون عن الطريق كي يسير الأسوياء بأمان، لا أن يُنَحّى الأسوياء جانباً ويُترَك الطريق للمنحرفين!

من حقك أن تُرِي مَن حولك فرحك أو غضبك أو اندهاشك أو لا مبالاتك على وجهك، (ومِن حق مَن حولك أن يقرأ في وجهك تفاعلك مع وجوده)؛ من حَقك أن تُبدي فرحك بابتسامة، وأن تُظهري غضبك بتقطيب حاجبيك، وأن تعلني اندهاشك بفغر فيكِ، وأن تظهري لا مبالاتك بوجه جامد لا انفعالات عليه!

لا تحتاج الحشمة، عزيزتي، أن تُدفَني كلما خرجتِ من دارك في أكفان داكنة...

يمكنك الاحتشام بينما الهواء يسري بين خصلات شعرك والشمس تبسط ذَهَبَها على وجهك والخلق يُسَرّون بابتسامتك البشوشة!.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More