دليل الرجل العملي إلى السياسة المصرية

دليل الرجل العملي إلى السياسة المصرية:

1- حاول تعترف أنك مش فاهم حاجات كتير، و أن 3 سنين مستمرة معنا من الأزمة المصرية بتمثل حالة فريدة من العشوائية و التخبط و عدم اليقين، أكيد في يوم ما أحد علماء الرياضيات هيألف كتاب رائع عن نظرية الشواش: النموذج المصري.

2- متدخلش في نقاشات كتير علشان تثبت وجهة نظرك، معظم الناس بقت مبضونة من الكلام اللي مبيأكلش عيش، و لو في حد بضان أصر على كده افشخه بس من غير الدخول في نقاش من خلال فشخ مسلماته نفسها.

يعني لو مباركي أو ناصرجي أو من رابطة محبين الدولة المصرية عموما، و شايف أن الناس كلها طابور خامس و جواسيس، قوله أن بما أن رئيس أركان الجيش المصري السابق ذات نفسه جاسوس و خائن، و هو أهم منصب في الجيش بيعينه رئيس الجمهورية، يبقى متجيش تكلمني على الوطنية و لا الأمن القومي، ايه اللي يمنع بقى أنك تكون شخصيا طابور خامس.

لو ثورجي و شايف أن الناس كلها باعت الثورة، قوله أن أهم رموز الثورة اتضح أنه علق مبينفعش في أي حاجة، و بالتالي متلومش حد قبل ما تلوم علوقيتك الشخصية.

لو إسلامجي و شايف أن دي حرب على الإسلام، قوله أن الحركات و التنظيمات الإسلامية الحاكمة كانت أهم سبب انتشار اللادينية في مصر.

و هكذا..

3- الدولة المصرية تعريفا أصبحت دولة فاشلة، و ده مش رأي شخصي، ده واقع أنت أكيد شايفه كل يوم في كل مكان، و دي وجهة نظر معظم دول العالم لينا حاليا.
نفس وجهة النظر اللي بيتجي في بالك لما تسمع كلمة (باكستان).
و الأهم أن مفيش طريق للخروج غالبا لأن كل الأطراف رمت رهاناتها على الترابيزة للفوز في معركة بائسة بدولة كسيحة، لكن معتقدش أن الأمور هتتصاعد لتصبح (ليبيا) مثلا أو (سوريا).

رابطة محبين الدولة المصرية مش قادرين يقتنعوا أن في أزمة عميقة بتمر بها الدولة المصرية، تلك الدولة التي بناها (محمد علي باشا، اللورد كرومر، جمال عبدالناصر) تعاني من مشاكل أعمق بمراحل من مجرد تنظيم الإخوان المسلمين، وهو عارض مؤلم من عوارض المشكلة طبعا، بس مش سببها الحقيقي، فهي لن تنتهي بسحق التنظيم.
و رابطة محبين الخلافة الإسلامية مش قادرين يقتنعوا أن الهظل ده مبيأكلش عيش.

لاحظ أنه للغرابة الصراع أساسا هو داخل القوى المحافظة السلطوية في المجتمع المصري، الصراع بين بيروقراطية الدولة المصرية اللي شايفة نفسها مسلمة بمافيه الكفاية و تيار الإسلام السياسي اللي عايزها تبقى أكثر تقوى و إيمانا.

4- غالبا بعد بتاع كام سنة، أو لربما قبل ذلك كل "الخونة" و "الكفار" هيقعدوا مع بعض و يصفوا خلافاتهم و يأسسوا كتلة اجتماعية حقيقية في صورة الحزب المحافظ الرئيسي في مصر بمجرد تصفية الخلافات و استقرار الأمور، لأن ده هيبقى البديل الوحيد لو افترضنا قيام حياة ديموقراطية سليمة (أهداف انقلاب يوليو 1952).

فبالتالي كبر دماغك، و سيبك من حوار الصالح العام ده، لأنه وهمي و مبيأكلش عيش.
لو عايز تنشغل بالسياسة في (مصر)، فدور على سبوبة استرزق منها، و إلا تشوفلك حاجة تانية أنفع و ابقى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More