تدوينة شخصية طويلة ، مش لازم تقراها


من أوجه كلكعة علاقاتنا بأهالينا إنها ماينفعش تتاخد بموضوعية تامة ولا ذاتية تامة. خصوصاً معانا إحنا اللي توجهاتنا ونمط حياتنا محتلفة جذرياً (بل مرفوضة) من المجتمع في أغلبه مش بس أهالينا.

مهما وسعت الاختلافات الموضوعية، البُعد الشخصي العاطفي مابيسهّلش عليك التصرف بموضوعية جافة وحسابات المصلحة. ومهما البُعد الشخصي العاطفي كان قوي، مابيقللش من وجع دماغ الناتج عن الصدام المتكرر والممل والمُجهِد بسبب الاختلاف الموضوعي.

أبويا نزل مصر زيارة النهاردة. زيارة سريعة تخص شغله، يادوب أسبوع (الحمد لله).

غني عن الذكر، ماروحتش المطار.
قاعد في سكني، واتفَهَمِت ضمناً من قبل ما ييجي إني مش هاروح له المطار، تحت عنوان إني مشغول جداً في مذاكرة الباطنة، وهو ييجي يزورني في سكني لما وقته يسمح له.

طول الـ24 ساعة اللي فاتت باتخيل سيناريوهات اللقاء الجاف الفورمال اللي هايحصل، بناءً على آخر مواجهة بيننا قبل ما أمشي من عندهم في أمريكا من شهر.
حتى لما أمي سألتني في التليفون "عايز حاجة من هنا أبعتها مع أبوك؟" قلت لها "شكراً، أنا هامَشّي أموري بالمتاح هنا. ابعتي لي بس الـ aftershave بتاعي كنت ناسيه عندكم."

وده كان الموقف الموضوعي المبني ع الاختلاف الفكري الشاسع اللي بيننا.

بس البُعد الذاتي الإنساني بقى...

أبويا عدّى عليّ فعلاً وهو جاي من المطار في الطريق لشقته ("بيتنا" سابقاً).

بغض النظر عن الحضن المُفتَعَل (ع الأقل من ناحيتي)، لقيته جايب لي معاه عشا من كنتاكي، وطلع سكني بشنطة صغيرة مليانة حاجات أمي بعتاها لي، energy bars المفضلة بتاعتي في أمريكا، وقاروصة شيكولاتة Kitkat، وعصير بودرة (تانج الخواجات) - والـ aftershave، ومعاه إزازتين جُداد "عشان بتاعتك قرّبت تخلص".

وقفل أبويا شنطته، وخد بعضه ونزل.

عابوها دي لخبطة بقى.

البُعد الإنساني العاطفي دلوقتي كسر حدة إحساسي بالاختلاف الموضوعي اللي بينّا وغضبي من تراكماته، وخلّاني أشوف الجزء الذاتي فقط من الصورة: أب كان نفسه يبقى صاحب ابنه، بس لأسباب كتيرة ماتححقتلوش الأمنية دي.

بس حقيقة الاختلاف اللي بيننا هاتفضل موجودة، وهاتفضل تخلق مصادمات بيننا. ولما أبويا يمشي (والحاجات اللي جابها تخلص)، اللي هايتبقى لي الصدامات اللي لسة هاتحصل، والجزء الموضوعي من الصورة: علاقة فاشلة مشوهة بين والد وابنه، لأسباب كتيرة.

فانا حالياً متوغوش.

متأكد إن مافيش مساحة مشتركة بيننا ولازم استمر في خطوات الاستقلال عن أهلي لأن اختلافاتنا - من واقع الشهرين اللي عشتهم معاهم مؤخراً - أصبحت أكبر من إننا نتجاوزها ونتعايش سلمياً.

بس برضو حاجة جوايا بتوشوشني إني هابقى باهبش الإيد اللي ليها أفضال عليّ.

فالـ post ده #فضفضة محاولة ترتيب أفكاري.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More